للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتابه (١)، كما قال في أَوّل المنطق (٢): "الكلامُ في تكمل" (٣) علمِ المعاني؛ وهي: تتبُّع خواصّ تراكيبِ الكلَامِ في الاسْتِدلال".

واللام في قوله: "لصُدُوره" ظاهرٌ في التَّعليل، ويُحتمل كونُه من صلة اللّازم، وحينئذٍ يَكونُ اللازمُ والملزومُ مذكورين بالفعل.

واعلم: أن هذا الموضعَ (٤) من مَزال الأَقْدام، وَمَضالِّ الأفهامِ، واشْتَغلَ بتوجيهِه جمٌّ غفيرٌ (٥) من الأفاضل؛ كالتَّوجيهاتِ الّتي فِي شُرُوح "المفتاح" (٦). وكمَا قِيل: المرادُ. مما هو كاللازمِ: اللازمُ الغيرُ البيِّن، وبِمَا


= العلوم"، وقد قسّمه إلى ثلاثة أقسام؛ أوَّلها في علم الصّرف، وثانيها في علم النَّحو، وثالثها في علمي المعاني والبيان، ثم ختمه. مما يكمل به علم المعاني، وبما يتمّ الغرض منه. ولد سنة ٥٥٥ هـ، وتوفي سنة ٦٢٦ هـ.
ينظر: بغية الوعاة: (٢/ ٣٦٤)، الأعلام: (٨/ ٢٢٢).
(١) ينظر -على سبيل المثال- ص: (٤٣٨، ٤٩١، ٥٠٤).
(٢) المفتاح: (٤٣٥). وأراد بالمنطق، "علم الاستدلال أو علم خواص تراكيب الكلام، كما عَنْوَنَهُ السَّكاكيُّ؛ وهو أحدُ العلوم المتعدَدة الّتى اشتمل عليها كتابه الآنف الذّكر.
(٣) في الأصل، ب: "تكلمة". والصّواب من: أ؛ مصدر القول "المفتاح".
(٤) يقصد به: الحديث عن أقسام خاصيّة التّركيب.
(٥) الجمُّ الغفير: الجمع الكثير. ينظر: اللِّسان: (غفر): (٥/ ٢٧).
والجم منفردًا: الكثير من كلّ شيء؛ وفي التّنْزيل: {وَتُحبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا} سورة الفجر: ٢٠؛ أي: كثيرًا، وقيل: الكثير المجتمع. اللسان: (جمم): (١٢/ ١٠٤).
والغفير منفردًا: الجماعة الكثيرة. ينظر: اللِّسان: (غفر): (٥/ ٢٧).
(٦) ينظر -على سبيل المثال-: مفتاح المفتاح: (٥٤ - ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>