للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يلزمهُ لصدوره عن البليغ؛ إذ لوْ صدر من غيره لم يُفهم (١). وهذا القِسْمُ يقعُ كثيرًا؛ بلْ دائمًا في كلام البليغ.

وقسمٍ لازم لذاتِ التَّركيَب صدرَ عن البليغ أوْ لا؛ وإنْ لم يُعتبر إِلّا عند الصُّدورِ من البليغ؛ وَهي اللَّوازم الاستدلاليَّة؛ كعكسِ نقيضِ القضيَّة (٢). وهذا القسمُ يقعُ في كلامه حِيْنًا لا كثيرًا وَلا دائمًا؛ أي: خَواصّ كلامِ البليغ أكثرها من الأوَّل، ومن الثّاني قليلٌ. فعلى هذا قوله: "حينًا" يتعلّقُ بمحذوفٍ؛ مثل: حاصلًا (٣)، أَوْ حصل (٤)، أَوْ يَقع، أَوْ يَصدر، إلى غَير ذلك.

ومَنْ تتبَّع كتابَ "المفتاح" عَلِم أن الخواصَّ الاسْتدلاليَّة -أَيضًا- ممّا فيه البحثُ؛ صرَّح بها (٥) السَّكاكيُّ (٦) في مَواضع من


(١) أي: لم يُفهم نفي الشَّكِّ.
(٢) عكسُ نقيض القضية: إحدى المقدِّمات المنطقيَّة إلى تُبنى عليها الحجَّة. وحاصله عند السَّكاكيِّ (المفتاح / ٤٧٩ - ٤٨٠):، يرجع إلى نفي الملزوم بنفي لازمه في عكس المثبت، وإلى إثبات اللَّازم بثبوت ملزومه في عكس المنفيّ" وعند أصحابه: "عبارة عن جعل نقيض الخبر مبتدأ، ونقيض المبتدأ خبرًا؛ مثل أن تقول في قولك: كلّ إنسان حيوان: كلّ لا حيوان لا إنسان ... ".
ومرادُ الشَّارح -رحمه الله-: أَن عكس النَّقيض خاصِّية ذات علاقة عقليَّة؛ لا تنفكّ عن ذات التّركيب؛ فهي لازمة له.
(٣) في أ: "حاصل". ولا وجه له.
(٤) في ب: "يحصل".
(٥) في ب: "به".
(٦) هو أبو يعقوب، يوسف بن أبي بكر بن محمّد السَّكاكيّ الخوارزميّ. إمام في العربية؛ بيانها، وأدبها، وعروضها، وشعرها. متكلّم فقيه. ومن أهمّ كتبه "مفتاح =

<<  <  ج: ص:  >  >>