للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلكَ الطلبُ (١) بأقسامِه (٢)؛ فإنّ كلًّا يُميّزُ بينها، ويُوردُ كلّا (٣) في موضعه، ويجيبُ عنه بِمَا يُطابقه؛ حتى الصبْيانُ (٤) ومن لا يَتَأتى منه النَّظَرُ (٥)؛ أي: وكذلك الطلبُ بأقسامه تَصَوّرُه ضرُوريّ -على الأصحِّ من المذاهب- (٦)؛ فإن كل أحدٍ (٧) حتَّى الصِّبيان ومن لا يتأتى منه النَّظرُ -كالمعاتيه (٨) والمجانين- يُدركُ التَّفرقَة بِالبديهةِ بين الأقسام، ويُميِّز


= وقد تناول العلامة أبو الحسن الآمدي حقيقة الخبر وأقسامه بشيء من التفصيل متعرضًا لأقوال العلماء وحججهم؛ إيرادًا وردًّا توجيهًا ونقدًا، مشتملًا في ذلك كلّه ما أوجزه الشّارح هنا.
ولمزيد من الإيضاح حول هذه المسألة ينظر: الإحكام في أصول الأحكام: (٢/ ٣ - ١٤).
(١) أي: تصوره ضروري.
(٢) الباء للمصاحبة، وأقسام الطلب خمسة -على ما أورده صاحب المفتاح- هي: التمني، الاستفهام، الأمر، النَّهي، النِّداء. ينظر: المفتاح: (١٦٥).
(٣) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ، زيادة: "منها" والسِّياق تامٌّ بدونها.
(٤) كلمة: "الصِّبيان" يجوز فيها الحركاتُ الثّلاثُ؛ النَّصب؛ على أنّ (حتّى) عاطفة على (كلا)، والجرُّ؛ على أنها جارَّة، والضمُّ؛ على أنها ابتدائيّةٌ.
وأشار بـ "الصبيان" إلى الفاقدين للكسب بحسب الطبع والوقت.
(٥) أشار بـ "من لا يتأتى منه النّظر" إلى الفاقدين للكسب بحسب العوارض؛ كالمعاتيه والمجانين -كما سيأتي-.
(٦) قوله: "على الأصحّ من المذاهب" ساقطٌ من: أ، ب.
(٧) في أ، ب: "واحد".
(٨) المعاتيه: جمع معتوه؛ وهو المدهوش من غير مسّ جنون. وقيل: المجنون، وقيل: النّاقص العقل. اللّسان: (عته): (١٣/ ٥١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>