للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الأوَّلِ، والخبرِ في الثاني تمنع إلّا الصِّدق، وكخبر مُسَيْلمة (١) الكذّاب، والواحد ضِعْف الاثنين؛ فإنّها تمنع إلا الكذب. وهذا -أيضًا- زائدٌ على "المفتاح" (٢).

ومرجعُ الصِّدقِ والكذبِ إلى مُطابقةِ الواقع وعدمِها؛ وهذا (٣) هو المَشْهُور من الجمهور، وعليه التَّعويل (٤)؛ وعلى هذا لا يكون بَيْنَهما واسطة (٥)، ولأنَّه (٦) بِبُطلِ سائرِ المذاهب فيه لم يحتجْ إلى الاستدلال على حقّيته لتعيُّنه حِينئذٍ لها.


(١) هو أبو ثمامة، مُسَيْلمة بن ثمامة بن كبير، الحنفي الكذاب. ولد ونشأ باليمامة، امتدّ به العمر حتى سمع بأمر محمد صلى الله عليه وسلم. فلم يلبث حتَّى ادعى الرِّسالة، وأخذ يتبجّح بأسجاع منكًرة يضاهي بها القرآن الكريم، توفي النبي صلى الله عليه وسلّم قبل القضاء على فتنته. فلمّا تمّ لأَبي بكر - رضي الله عنه - الأمرُ جهّز جيشًا قويًّا؛ فحاصره أيامًا باليمامة؛ ثُمَّ قضى عليه سنة ١٢ هـ.
ينظر في ترجمته: سيرة ابن هشام: (٢/ ٥٩٩ - ٦٠٠)، الكامل في التاريخ: (٢/ ٢١٨ - ٢٢٤)، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النّفيس؛ لابن محمد الديار بكري: (٢/ ١٥٧).
(٢) أي: قول المصنف -رحمه الله-: "وإن كان ... إلّا أحدهما" فإنّه من الفوائد الّتى زادها على ما جاء في المفتاح.
(٣) في ب: "هذا" بحذف حرف العطف.
(٤) التّعويل: الاعتماد؛ عوّل عليه: اتكل واعتمد. اللِّسان: (عول): (١١/ ٤٨٤).
(٥) فإمّا طابق الواقع فهو صدق، أو لم يطابقه فهو كذب، ولا ثالث.
(٦) في ب زيادة: "لما" والسِّياق تام بدونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>