للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنَّهما وصفانِ للبيان (١). ومنه (٢) لم: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} (٣) ذَكَرَ {فِي الْأَرْضِ} مع {دَابَّةٍ} و {يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} مع {طَائِرٍ} لبيان أنّ القصدَ من لفظ {دَابَّةٍ} وَلفظِ (٤) {طَائِرٍ} (٥) ليس إلى صنفين أَوْ فردين منهُما، وإلَّا لبيَّنهما بخواصّ الصّنف أَوْ الفرد (٦)؛ بل إنَّما هو إلى (٧) الجنسين؛ وإلى تقديرهما (٨) في


= فلا يصدق التّعريف على شيء من الصّفة؛ لأنّها البتّة تكون لتخصيص، أو تأكيد، أو مدح، أو نحو ذلك. وإن أُريد أنّه ذكر ليدلّ على هذا المعنى ويكون الغرض من دلالته عليه شيئًا آخر؛ كالتّخصيص، والتّأكيد، وغيرهما، فيجوز أن يكون ذكر اثنين وواحد للدلالة على الاثنينيّة والوحدة، ويكون الغرض من هذا بيان المقصود وتفسيره ... بل الأمر كذلك عند التّحقيق؛ ألا ترى أنّ السَّكَّاكيّ جعل من الوصف ما هو كاشف وموضّح، ولم يخرج هذا عن الوصفيّة".
(١) يُنظر: الإيضاح: (٢/ ٤١).
(٢) أي: من البيان لمعنى ضمنّي.
(٣) سورة الأنعام، من الآية: ٣٨.
(٤) في ب: "لفظة".
(٥) في الأصل: "من لفظ {طَائِرٍ} ولفظ {دَابَّةٍ}. والمثبت من أ، ب؛ وهو الملائم للتّرتيب الوارد في الآية الكريمة؛ وعبارة الشَّارح بعدها، وعليه ورد لفظ المفتاح: (١٩٠).
(٦) في أ: "والفرد" بالعطف بالواو؛ دون "أو".
(٧) حرف الجرِّ: "إلى" ساقطٌ من ب.
(٨) في الأصل: "تقديرها"، والصَّواب من أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>