للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرُوران (١)؛ لأَنَّهما متغايران في الزَّمانِ لا مُتّحدان فيه؛ وكذا في أخواته (٢)؛ يعني: "الفاء، وحتَّى", والمُرادُ: أنَّ تفصيلَ الفعل هو المقصود فيه؛ لأنَّ تفصيلَ الفاعلِ فيه لازمٌ.

وبِتراخٍ (٣)؛ أي: ولتفصيل صاحبِ ما دخلَ عليه مع التَّراخِي كلمةُ: "ثُمَّ"؛ نحو: "جاءَ (٤) زيدٌ ثمَّ عمرو". والتَّراخي على نوعين؛ فإنَّه كما يكون بحسب الزَّمانِ (٥) يكونُ بحسب المرتبةِ (٦).

وبتدريجٍ؛ أي: ولتفصيل صاحبه مع تدريج "حتَّى"، ويفيد (٧) لِما


(١) ينظر: الكتاب: (١/ ٤٣٨).
(٢) هكذا في الأصل. وفي أ، ب: "أخويه".
(٣) التّراخ: التّأخّر والمهلة.
(٤) في أ: "جاءني".
(٥) كما هو الحال في المثال المتقدِّم.
(٦) وذلك بتخريج الكلام لا على ظاهره بأن تكون مرتبة المعطوف عليه بعيدة عن مرتبة المعطوف؛ إِمَّا أعلى أو أدنى، تنزيلًا للبعد الرُّتبي منزلة البعد الزَّماني؛ نحو قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة البلد، الآيات: ١١، ١٢، ١٣، ١٤، ١٥، ١٦، وبعض الآية ١٧] فقد عطف بـ {ثُمَّ} ليدلَّ على أنَّ مرتبة الإيمان أعلى من مرتبة الاطعام.
(٧) في ب: "يفيد" لما بدون العطف.

<<  <  ج: ص:  >  >>