للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأحدٍ؛ ما لم يعثروا من مطاوي افْتناناته على لطائف اعتبارات.

والتَّفاضلُ في الكلامِ قلَّما يكَون لَغيرها (١)، بل لا يكون إلَّا بها، وما إعجازُ القرآن؛ أي: أَنَّ (٢) كلامَ الله -تعالى- وهو قرآنهُ الكريمُ وفُرقانهُ العَظيمُ لم يكتسِ تلَكَ الطُّلاوة (٣)؛ ولا استودع تلك الحلاوةَ، وما كانَ بحيثُ يعلُو ولا يُعلى، ويبلُغ (٤) -في الإعجاز- الدَّرَجة العُليا (٥)؛ إلّا لانصبابهِ في تلك القواليب (٦)، ولورُوده على (٧) تلكَ الأساليبِ.


= بالبعير؛ يعنون به كماله في عقله وتجربته. ينظر: اللِّسان: (بزل): (١١/ ٥٢).
(١) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ، ب: "بغيرها".
(٢) "أنّ" ساقطة من أ.
(٣) الطّلاوة -بضم الطاء المشدَّدة وفتحها-: الحسن والبهجة. اللِّسان: (طلى): (١٥/ ١٤).
(٤) في أ: "ولا يبلغ من".
(٥) عبارة: "وما إعجاز. . . العُلْيا" ساقطة من ب. وظاهر تأثّر بعض فقرات العبارة بمقولة الوليد بن المغيرة بعد أن استمع إلى القرآن الكريم وهو يُتْلى (الكشّاف: ٤/ ٦٥١): "والله لقد سمعت من محمّد آنفًا كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجنّ؛ إنّ له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنّ أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنّه يعلو وما يعلى".
(٦) هكذا -أيضًا- في ف، المفتاح.
وكان الأَولى بالمصنّف أن يوردها على "قوالب"؛ لأنّها جمع قالب، بخلاف قواليب؛ لكنه ربَّما نقل اللَّفظة عن السَّكّاكيّ؛ الّذي راعى في إيرادها بالياء المزاوجة لما بعدها "الأساليب".
أمّا القالب -بكسر اللام وفتحها- فإنه: الشَّيء الَّذي تُفرَغُ فيه الجواهر، ليكون مثالًا لما يُصاغ منها. اللِّسان: (قلب): (١/ ٦٨٩).
وفي قول المصنِّف: "وما إعجاز. . . القواليب" ردٌّ على من زعم أنّ الإعجاز في القرآن قائم على الصرفة.
(٧) في الأصل: "في"، والمثبت من أ، ب، المفتاح. وهو الأَولى بالسِّياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>