للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتَّقديمُ الواجبُ كما إذا تضمَّنَ المسندُ إليه الاستفهام، وهو أنَّه يعلم من أوَّلِ الأمرِ أنَّه من أيِّ نوعٍ من الكلامِ.

والتَّقديمُ الأصليُّ كتقديمِ المبتدأ على الخبرِ؛ وذلك لأنَّه ما لمْ يُتصوَّر شيءٌ لم يُحكم عليه.

لوجوهٍ وهو؛ أي: الاهتمام يكونُ لوجوهٍ:

الأَوَّل: عقدُ الهِمَّةِ (١) به منكَ أو من السَّامع ولو ادِّعاءً؛ أي: تكونُ همَّةُ المتكلِّمِ أو السَّامع معقودةً به (٢)؛ حقيقةً (٣) أو ادّعاءً (٤)، وعنايتهُ مُتَعلِّقة به لكونه -في نفسه- نُصْبَ العينِ؛ كما يُقدِّم [من المسند والمُسْند إليه، ما كان همّةُ أحدهما؛ من المتكلِّم أو السَّامع معقودًا به؛ كما إذا صارعَ زيدٌ عمرًا، والهِمَّة مصروفةٌ لسقوط عمرو للعنايةِ إلى جانب زيد؛ فنقول: (عمرو سقط)؛ لاهْتمامكِ به، وإذا كان للاهتمام بنفسِ السُّقوطِ فقط؛ أعمّ من أن يكون سقوط زيدٍ أو عمرٍو تقول: (سقطَ


(١) الهمّة: الإرادة. اللِّسان: (همم): (٢/ ٦٢١).
(٢) في الأصل، بقيّة النّسخ: لا معقودًا به"؛ أي: بالمقدَّم. والصَّواب ما أثبتّه؛ لعدم استقامة السِّياق مع التذّكير، ولكون المعطوف عليه -أيضًا- مؤنثًا؛ وهو قوله بعده: "وعنايته متعلقة".
(٣) بأن يهتمّوا به في نفس الأمر.
(٤) في الأصل: "دعاء" وهو تحريف بالنّقص، والصَّواب من أ، ب. والمراد به أن يظهروا اهتمامهم به من غير أن يكون الأمرُ كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>