للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلانٌ). وهذا كما قدَّمتَ نُصْب العين تُقَدِّم] (١) المفعول على الفاعل؛ إذا كان الغرضُ معرفةَ من وقع عليه الفعلُ لا من صدرَ عنه؛ كما إذا خرح رجلٌ على السُّلطان، وعاثَ في البلادِ، وأظهرَ فيها الفسادَ، وتأذى منه العبادُ؛ فقُتلَ، ثم أردتَّ أن تُخبرَ بقتله؛ فإنَّكَ لا تُرخِص التَّأخير بل تجدك مضطرًّا إلى التَّقديمِ؛ قائلًا: (قَتَل الخَارجيَّ فُلانٌ)؛ بتقديمِ الخارجيِّ؛ إذْ ليس الاهتمامُ إلى معرفةِ قاتله، وإنَّما [الّذي] (٢) الاهتمامُ به معرفةُ المقتولِ، لينْجُوا من شرِّه، ويَخْلُصُوا منْ أذَاه.

الثَّاني: التَّشويق؛ أي: يُقدَّم لأنّ في تقديمه تشويقًا للسَّامع إِلى الخبر؛ ليتمكّنَ في ذهنه إذا وردَ ذلكَ الخبرُ [عليه] (٣)، كما إذا قلتَ: (صديقُكَ فلانٌ الفاعلُ الصَّانعُ رجلٌ صدوقٌ)؛ فإنَّه لَمَّا قدّمَ (٤) المبتدأَ الموصوفَ اشتاقتْ نفسُ السَّامع إلى ما يردُ بعدَه.

وهو -أي: التَّشويقُ- أحدُ خواصِّ الإخبارِ بالَّذي (٥)، وخواصُّهُ


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من: أ. وناسب المقام إثباته لكونه متعلِّقًا (بالمسند إليه والمسند)؛ بخلاف المثال بعده؛ فإنّه متعلّق بمتعلّقات الفعل. وفي إيرادهما معًا إيماء إلى أماكن التّقديم بحسب المباحث البلاغيّة.
(٢) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل، ومثبت من أ، ب. ولا يستقيم السِّياق إلّا به.
(٣) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب. وبه تمام المعنى.
(٤) في أ، ب: "تقدّم".
(٥) تقدم -في بيان وجوه اختيار الموصول- أنّ من أسباب اختياره (ص: ٣٣٣؛ من هذا البحث): "توجّه الذِّهن لما سيرد عليه. . . منتظرًا لوروده عليه حتّى يأخذ=

<<  <  ج: ص:  >  >>