للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو (١): (أنا ضربت)؛ مثالٌ لتقديمِ الفاعلِ المعنويِّ (٢) على الفعل، لمن ينفي الضَّرب عنك ويثبته لغيرك، أو يجعل لك فيه شريكًا؛ أي: لمن يعتقدُ وجودَ الضَّرب، لكنَّه مُخْطئٌ في فاعله؛ بأن ينفي عنك ويثبت لغيرك، أو يُخْطئُ (٣) في أن لك فيه شريكًا (٤)، وأنت تقصدُ أن تردَّه إلى الصَّوابِ؛ بأن تثبته لنفسك وتنفي عن غيركَ في الأَوَّلِ (٥)، وبأن تبيِّن الإنفرادَ والاستبدادَ في الثَّاني (٦).

فتقولُ في تأكيده في الأَوَّل: "لا غيري"، وفي الثَّاني: "وحدِي"؛ أي: ولأنَّ الخطأَ في الأَوَّل كان في الفاعل وأنّه غيرُك تقولُ في تأكيده: "لا غيري"، وفي الثاني في التَّعميم وأنَّ لك فيه شريكًا تقول في تأكيده: "وحدي".

فإنْ قلتَ: "أنا فعلته وحدي" في قوّة "أنا فعلته لا غيري"، وبالعكس؛


= لضمير مستتر والتَّقدير: "زيد قام هو".
أمّا الكوفيّون فقد أجازوا التَّقديم في ذلك كلّه". شرح ابن عقيل على ألفيّة ابن مالك: (٢/ ٤٢٢ - ٤٢٣) بتصرّف يسير.
(١) في أ، وردت كلمة: "نحو، ضمن كلام الشَّارح؛ وليست منه.
(٢) في ب: "المعنى".
(٣) في أ، ب: "مخطي" وكلاهما بمعنى.
(٤) في أ، ب: "لك شريكًا فيه" بتأخير "فيه".
(٥) وهذا يُسمّى: قصر القلب. وسيأتي.
(٦) وهذا يسمّى: قصر الإفراد. وسيأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>