للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلِمَ اختصّ الأَوَّل بنحو "لا غيري". والثَّاني: بـ "وحدي (١) "؟!.

قلتُ: لأنّ فائدةَ التَّأكيد (٢) إماطةُ الشُّبهة، وهي في الأَوَّل: أنَّ الفعلَ صدر عن غيرك؛ فأزلتها بـ "لا غيري"، وفي الثَّاني: أَنَّ الفعل صدر منك (٣) بشركة الغير فأمطتّها بـ "وحدي"، ولو عكست -وإن أفاد ذلك- (٤) لم يكن الكلام مُورَدًا على وجهه (٥)؛ لأن التَّأكيد إنَّما يَحسُن بما يدلّ على المقصودِ بالمطابقة لا بالالتزامِ (٦).

وكذا (٧) زيدًا ضربتُ؛ مثالٌ لتقديمِ المفعول المتعدَّى إليه بلا واسطة (٨).


(١) في ب: "وحدي"؛ بدون الباء.
(٢) في أ: "التّوكيد".
(٣) في أ: "عنك".
(٤) في ب زيادة: "لكن" والسِّياق تامٌّ بدونها.
(٥) في ب: "جهته".
(٦) مراده بالمطابقة دلالة اللفظ بالوضع على تمام ما وضع له، ويمثله في المثال المتقدّم: "لا غيري" فإنّها تصدق بالوضع على كل ما عدا المتكلّم.
أمّا دلالة الالتزام؛ فهي دلالة اللفظ على ما يلازم معناه في الذّهن ويمثّله في المثال المتقدّم "وحدي". فإنّ ما يلازمها في الذّهن يصدق كلّ ما عدا المتكلّم.
(٧) في ب: "وكذلك".
(٨) في ب: "لا بالواسطة"؛ وهما بمعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>