للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلكَ الرَّد قد يكونُ لجهل المخاطبِ بالحالِ، أو تجاهلٍ منه به، أو تجهلٍ من المتكلِّم له؛ [ويحتملُ أن يقال: المرادُ جهل المتكلِّم، أو تجاهله، أو تجهيلِه من المخاطب ويحتملُ ذلك] (١) الإشارةُ (٢) إلى المذكورِ من الصّورِ الثلاثة من إثباتِهما، أو نفيهما، وإمّا إثباتهما أو نفيهما (٣).

والتَّجاهلُ في البلاغة والي سحْرِها وسلطانُ مملكتها؛ فانظرْ قولَ الخارجيّة -وهي (٤) اسم امرأَة شاعرةٍ (٥) - ترثي (٦) على ابن طريف (٧) تَعْرِفُ أنَّه والي سِحْرها؛ حيث تجاهلت عن إمكانِ كونِ الشّجرِ جزعًا في قولها (٨):


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، ومثبت من أ، ب.
(٢) في الأصل: ب، "إشارة". والصَّواب من أ.
(٣) في أ: "ونفيهما"؛ ولا يجتمع مع الإثبات قبله. والصَّواب العطف بـ (أو) كما هو الحال في الصّور الثّالثة؛ بمعنى: لا خلوّ عنهما ولا جمع بينهما.
(٤) في أ: "وهو" ولا وجه له.
(٥) يقال لها: ليلى بنت طريف الشّيباني.
(٦) ترثي: بمعنى: تتوجّع. ينظر: اللّسان: (رثى): (٣٠٩). وعليه فالفعل بهذا المعنى لازم.
(٧) هو الوليد بن طريف الشّاري الشّيبانيّ، رأس الخوارج في زمنه، وفارس من فرسانها، اشتدّت شوكته، وكثر تبعه في زمن الرّشيد؛ فوجّه إليه الرشيد يزيد بن مزيد الشّيبانيّ فقتلَه سنة ١٧٩ هـ.
ينظر في ترجمته: تاريخ الطّبري: (٨/ ٢٦١)، وفيات الأعيان: (٥/ ٢٥ - ٢٨)، معاهد التَّنصيص: (٣/ ١٥٩ - ١٦٢).
(٨) البيتُ من الطَّويل. وهو بهذه النّسبة وبهذه الرّواية في ديوان الخوارج: (٤٠)، والعقد الفريد: (٣/ ٢٦٩)، وأمالي القالي: (٢/ ٢٧٨)، وزهر =

<<  <  ج: ص:  >  >>