للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا معطوفَ عليه لفظًا (١). يؤوّل بأنّه مقدّرٌ؛ كقوله: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٢) وتقديرُه: (وإيَّاي ارْهَبُوا فَارْهَبُونِ). وإنّما ساغَ ذلكَ لكونِ المعطوفِ عليه في حُكْمِ الملفوظِ به (٣)؛ لكونه مُفسَّرًا (٤)؛ وكقوله: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا} (٥) تقديرُه:؛ (أكفروا وكلّما)؛ إذ حرفُ الاستفهامِ يستدعي فعلًا، فيقدّرُ فعلٌ يناسبُ المقام؛ وهو ما يدلُّ على معناه مساقُ الآية؛ وذلك مثل (كفروا).


(١) في أ: "لفظيًّا".
(٢) سورة البقرة؛ من الآية: ٤٠.
(٣) "به" ساقطةٌ من ب.
(٤) أي: بقوله: {فَارْهَبُونِ} فإنَّه دالٌّ على عامل الضَّمير المنفصل {إِيَّايَ} وهو (ارهبوا) ومفسّرٌ له.
ويلحظ اُنّ العطف في الآية الكريمة لم يتحقّق بالواو الّتي عوَّل عليهما جمهور البلاغيّين في هذا الموطن، وإنَّما تحقّق بالفاء. ويبدو أنَّ السّبب في ذلك سلوك المصنِّف -رحمه الله- منهجَ شيخه السَّكَّاكيِّ الّذي يرى أنّ كلًّا من الوصل والفصل يأتي في العطف بالواو؛ كما يأتي في غيره من حروف العطف. على اختلافٍ في تعاطي القرب والبعد؛ فما كان بغير الواو فهو قريب وما كان به فهو بعيد.
ينظر: المفتاح: (٢٤٩).
(٥) سورة البقرة؛ من الآية: ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>