للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاعتبِره في القرآنِ وتأمّل قال- تعالى -: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إلا اللَّهَ} (١) في موضِع (لا تعبدوا) (٢)، وهو أبلغُ من صريح النَّهي؛ لِمَا فيه من إيهامِ أنَّ المنهيَّ مُسارعٌ إلى الانتهاءِ؛ فهو يُخبر عنه؛ كما تقول: (يذهبُ فلان يقول لزيدٍ كذا) تريدُ الأمر، وتُظْهر أَنَّه مسارعٌ إلى الامتثال؛ فأنت تُخبرُ عنه؛ وقال: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} (٣) في موضع (لا تسفكوا) (٤) على نحو ما سبق.

ومنه؛ أَي: من قَبيلِ وضع الخبرِ موضع الطَّلبِ قولُ البلغاءِ في الدُّعاءِ: (رَحِمَهُ اللهُ).

وقد يُوضع الأمرُ موضعَ الخبر (٥). وفي المفتاح وإن عَمَّم وضع الطَّلبِ موضع الخبرِ (٦)، لكنَّ الأمثلة خصّصتهُ (٧) بالأمر. للرِّضا بالواقع. إظهارًا إلى درجةِ حتَّى كأنه؛ أي: [كأنَّ] (٨) ذلك الشَّيء المَرْضِيّ.


(١) سورة البقرة، من الآية: ٨٣.
(٢) في ب: "لا تعبدون" وهو خطأ ظاهر.
(٣) سورة البقرة؛ من الآية: ٨٤.
(٤) في ب: "لا تسفكون" وهو خطأ ظاهر.
(٥) عطف على قوله: "قد يوضع الخبر موضع الطَّلب".
(٦) ينظر: المفتاح: (٣٢٦).
(٧) في ب: "خصّصتها" ولا وجه للتّأنيث.
(٨) ما بين المعقوفين أورد محرّفًا بالزِّيادة في الأصل هكذا: "كأنه" ثمّ شُطب عليه توهّمًا أنّه تكرارٌ للكلمة قبله. والكلمة مثبتة من أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>