(٢) وعليه فلا يكون الانتقال المتحقِّق في الكناية بالذَّات؛ بل بالغير. (٣) يقول أحد شرّاح الفوائد الغياثيّة (ل: ١٧٠ / أ): "وهذا الانتقال بمعونة الأوّل؛ أي كون المنتقل منه ملزومًا؛ لأنَّه مشروط بكون اللَّازم مساويًا لملزومه أو أخصّ منه؛ إذ لو كان أعمّ منه كالحياة اللّازمة للعلم، والشّجاعة اللّازمة للأسد؛ لم ينتقل الذّهن منه إلى ملزومه؛ إذ لا دلالة للعامِّ على الخاصِّ؛ لا مطابقة؛ وهو بيِّن. ولا تضمّنًا؛ لامتناع كون الجزء أخصّ من الكلِّ وإِلَّا لزم وجود الكلِّ بدون جزئه. ولا التزامًا؛ لتَساوي نسبة العَامِّ إلى جميع الخواصِّ الّتي تحته؛ فدلالته على البعض دون البعض ترجيح من غير مرجّح، وإذا كان مساويًا له أو أَخَصّ كان ملزومًا له ... ".