للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فيهما] (١) من (٢) الملزومِ، ثمَّ إِنَّه ما جعل التَّشبيهَ من المحسِّناتِ، ومن البيانِ بالذَّاتِ؛ بل على سبيل التَّبعيّة والعرضِ؛ مع أنَّ التَّشبيه النَّادر من أركانِ البلاغةِ؛ بالغًا في تحسين الكَلامِ الدَّرجة القصْيا، وفي الكَثْرةِ مرتبةً لْم يبلغا حدَّها (٣)؛ بل الصَّحيحُ المندفعُ عنه الأسئلةُ ما ضبطَ أُستاذُنا؛ وهو أن يُقال (٤):

اللَّفظُ المرادُ به غير ما وضع له لا بدَّ له من العلاقةِ؛ فهي إِمَّا المشابهةُ أَوْ غيرها، وعلى التَّقديرين: إِمَّا أن يُلحظَ معناهُ الأَوَّلَ أَوْ لا؛ فهذه أَرْبعةٌ: ما يُلحظ معناه؛ والعلاقةُ (٥) هي المشابهةُ: التَّشبيه.

ما يُلحظُ؛ والعلاقةُ غيرُ المشابهة: الكنايةُ.

ما لا يلحظُ؛ والعلاقةُ المشابهةُ: الاستعارةُ.

ما لا يُلحظُ؛ والعلاقة غيرُها (٦): المجازُ.


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل. ومثبت من أ، ب.
(٢) في الأصل: "في". والصَّواب من: أ، ب.
(٣) في الأصل: "حدّهما". والصَّواب من أ، ب.
(٤) تقدّم أنَّ مرادَ الشَّارح بالأستاذ: شيخة الإيجيّ؛ صاحب الفوائد. ولم أعثر في مصنَّفاته -الّتي بين يديّ- على قوله. ولعلّه ممّا أخذه عنه تلميذه مشافهة. بل صرَّح أحد شرّاح الفوائد الغياثيّة أنّه ممّا أفاد التَّلميذُ من الشّرح. شرح الفوائد الغياثيّة لمجهول [ل: ٦٩ / أ].
(٥) في الأصل: "فالعلاقة"، والصَّواب من: أ، ب. ويصدقه ورود الكلمة كذلك في الأقسام الأخرى بعدَه.
(٦) في ب: "غير المشابهة"، والمعنى هو المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>