للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بُدَّ أَنْ يكُونا حِسِّيّين؛ إذ لا محسوسَ من غَيْر المحسوس جِهةً؛ أي: جهةً ما؛ سواء كانت وجهَ التَّشبيهِ أَوْ لم تكن؛ لأنَّه لا يدرك إِلَّا مَا كان مَحْسوسًا، ويمتنعُ قيامُ المحسوسِ بالمعقولِ؛ فيمتنعُ إدراكُ الحسِّ من المعقولِ شيئًا البَتَّة.

قوله (١): (جهةً) منصوبًا (٢): تمييزٌ أَوْ صفةٌ، ومرفوعًا (٣): صفةٌ. كالخدِّ بالوردِ في الحُمْرةِ؛ فإِنَّ وجهَ الشَّبهِ وهو الحُمْرة، والطَّرَفَين وهو الوَرْدُ، والخدُّ - حِسَّيّةٌ.

وإمّا عقليٌّ (٤) [و] (٥) يَحتملُ الأقسامَ الأربعة (٦)؛ أي: ما يكونان (٧) عقلييّن، أَوْ حسِّيَّين، أَوْ يكون أحدُهما حسيًّا والآخرُ عقليًّا؛ لصحّةِ إدراكِ العقلِ من المحسوسِ وجهًا.

فالمعقُولُ بالمعقولِ؛ كَعَديمِ النَّفعِ بالمعدومِ؛ في العراءِ عن الفائدة. والْمَحْسوسُ بالمحسوسِ؛ كالرَّجل بالأَسدِ، في الجُرأة.


(١) في أ: "وقوله".
(٢) في أ: "بالنَّصب".
(٣) في أ: "بالرَّفع".
(٤) هذا هو القسم الثَّاني من القِسْم الأَوَّل لوجه الشَّبه.
(٥) ما بين المعقوفين غير موجود في الأَصل. ومثبت من أ، ب، ف.
(٦) أي: للطّرفين.
(٧) في أ: "ما يكون".

<<  <  ج: ص:  >  >>