للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثّاني؛ أي: أَوْ حينئذٍ؛ كنُدْرةِ حُضُورِ النَّار والكبريتِ عندَ ذِكْرِ البَنَفْسج وحديثِ الرِّياض؛ كقوله في البَنَفْسَج (١):


(١) البيتان من البسيط. وقد اختلفت المصادر النَّاقلة لهما في تحديد قائلهما؛ كما اختلفت في روايتها.
فمن قائل بأنّهما لابن الرّومي؛ حيث وردا في ديوانه: (١/ ٣٩٤) برواية: "وسط" مكان "بين". وشطر الثّاني: "كأنّها وضعاف القضب تحملها"؛ وعلى هذه النّسبة صاحب معاهد التَّنصيص: (٢/ ٥٦).
وضعّف هـ. ريتر محقّق الأسرار هذا القول بحجّة أَنَّه لم يجدهما في ديوانه. ينظر: أسرار البلاغة؛ تحقيقه: (١١٧).
ومِن قائل بأَنَّهما للزَّاهي: (أي: القاسم عليّ بن إسماعيل البغداديِّ)؛ حيث وردا في وفيّات الأعيان لابن خلّكان: (٣/ ٣٢٦) برواية: "ولا زوردية أوفت بزُرْقتها ... بين الرِّياض عَلى زرقِ اليَواقِيتِ".
وعلى هذه النِّسبة ابنُ خلّكان.
ونصر محمود شاكر محقّق الأسرار هذا القول، ورجّح -أيضًا- أنهما إغارة على بيتي ابن المعتز في ديوانه: (٣٠٤):
بِنَفْسجٌ جُمِعَتْ أوْراقُه فَحكتْ ... كَحْلاءَ تَشْربُ دَمْعًا يَومَ تَشْتيتِ
كأَنَّه، وحقافُ القضبِ تَحْملُه ... أوائلُ النَّارِ في أَطرافِ كبْريتِ
وقال: "ولا يصحُّ خلط الشِّعرين؛ فالفرق بينهما ظاهر". ينظر: أسرار البلاغة؛ تحقيقه: (١٣٠).
ونسبهما أبو هلال في ديوان المعاني (٢/ ٢٤) إلى ابن المعتزّ -واختلاف الرّواية بينهما ظاهر- كما تقدّم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>