للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإمّا لإِظْهارِ الاهتمامِ؛ عَطْفٌ على قوله: (إِمَّا لإيهامِ)، وذلك كما إذا أُشير لكَ إلى وجهٍ كالقمرِ في الإشْراقِ والاسْتدارةِ؛ وقيلَ: هذا الوجهُ يُشبهُ ماذا؟؛ فقلتَ: الرَّغيفَ!، إظهارًا لاهتمامكَ بشأنِ الرَّغيف؛ وهذا يُسمَّى بإظهارِ المطلوب، ولا يُصارُ إليه إلّا في مقامِ الطَّمع بحصولِ المطلوبِ؛ وذلكَ كما أمرَ الصَّاحبُ (١) ابنُ عبّادٍ نُدَماءَه أن يُجيزُوا قولَه (٢): وعَالِمٌ يُعْرَفُ بالسِّجْزِيّ (٣)؛

مِمَّا مدحَ (٤) به قاضي سجستان (٥) حِين دخلَ عليه فوجدَه عالمًا مُتَفنِّنًا؛ فقال شريفٌ بينهم انتهت النَّوبةُ إليه بعدما نَظَمُوا على أُسلُوبِه واحدًا بَعْد واحدٍ:

.................... ... أَشْهَى إلى النّفْسِ من الخُبْزِ؛

ففَهمَ الصّاحبُ اهتمامَه بشأنِ الخُبْزِ؛ فأمرَ أن تُقدَّمَ له مائدة.


= وقال صاحب الكشّاف المراد به إنكار تسويتهم الخالق بغير الخالق في العبادة والتّسمية".
(١) تقدّمت ترجمته ص (٦٠٩) قسم التحقيق.
(٢) شطر البيت من السّريع. وهو في المفتاح: (٣٤٦)، الإيضاح: (٤/ ٧٧)، والتّبيان: (٣٥٦). وسيرد شطره المجاز عمَّا قريب.
(٣) السِّجزيّ: نسبةٌ سماعيّة إلى سجستان. وهو: أبو الحسن، عمر بن أبي عمر السِّجزيّ النّوقاني. أديب شاعر فقيه. له غير رحلة واحدة إلى خراسان والعراق في طلب الأدب والعلم. وكان قد أقام في حضرة الضاحب بن عبَّاد برهة يستفيد من مجالسها ويقتبس من محاسنها. يتيمة الدّهر: (٤/ ٣٤٢).
(٤) في ب: "يمدح".
(٥) تقدّم التّعريف بها ص (٣٧٩) قسم التّحقيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>