للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأستاذُ: الأَوجهُ (١) في تَوْجيه تسمية (٢) الاستعارةِ بالكنايةِ ما قال (٣) البحرانيُّ (٤) في رسالته في هذا الفنِّ، المُسمَّاة: بـ "التَّجريد" (٥)؛ وهو أن يقال: إذا أراد المتكَلِّمُ أن يستعير الفاعلَ الحقيقيَّ للرّبيع؛ فلو أطلق الفاعلَ وأراد به الرَّبيعَ لكان استعارةً مُصرّحة؛ فلمّا لم يتلفّظ به، بل كنَّى عنه بأن أطلق لازمًا من لوازمه الذي هو الإنباتُ؛ لينتقلَ الذِّهنُ منه إلى ملزومه الذي هو الفاعلُ الحقيقي، المرادُ به الرَّبيعُ [المشبّهُ] (٦) كانت بالكناية، فهي -بالحقيقة- كنايةٌ صريحةٌ عن استعارةٍ مُقدَّرةٍ غير مذكورةٍ لا ما ذكره السَّكاكيُّ، وهو أنَّه لَمَّا كان


(١) في أ: "الوجه".
(٢) في الأَصل: "تسمية توجيه" والصَّواب من: أ، ب.
(٣) في ب: "ما قاله".
(٤) هو ميثم بن علي بن ميثم البحراني، كمال الدِّين. أديب متكلم فقيه إِماميّ، من أهل البحرين، له عدّة تصانيف منها: "شرح نهج البلاغة"، و"القواعد" في علم الكلام، و"تجريد البلاغة"؛ رسالة في المعاني والبيان. لم تعلم وفاته على وجه التّحديد، والذّي ذكره المؤرِّخون أنها بعد عام (٦٨١ هـ).
ينظر في ترجمته: روضات الجنّات في أحوال العلماء والسّادات: (٧٥٢ - ٧٥٤)، والذّريعة إلى تصانيف الشّيعة: (٣/ ٣٥٢)، الأعلام: (٧/ ٣٣٦).
(٥) وتسمَّى -أيضًا- "أصول البلاغة". ينظر: روضات الجنّات: (٧٥٤).
وهي مخطوطة لم أقف عليها.
(٦) ما بين المعقوفين غيرُ موجودٍ في الأصل، ب. ومثبتٌ من ألمزيد الإيضاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>