للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

........... ... تَحيَّةُ بَيْنِهم ضَربٌ وَجيعُ.

كأنَّه جعل بالادّعاءِ أَفرادَ (١) جنسِ التَّحيّةِ قسمين: متعارفًا؛ وهي المشهورةُ، وغير متعارف؛ وهو الضَّرب. وأوّله:

وَخيلٍ (٢) قَدْ دَلَفْتُ (٣) لَها بِخَيْلٍ.

وقوله -تعالى-: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (٤)، كأنه جعل أَفراد جنسِ المال والبنينِ قسمين -على سبيل الادّعاءِ والتَّأويل-: مُتعارفًا؛ وهو المالُ والبنون المشهوران، وغير متعارفٍ؛ وهو سلامةُ القلب. ولا بُدَّ (٥) في صحّةِ الكلامِ من تقديرها: مضافًا، محذوفًا (٦)، مدلولًا عليها بالقرائن؛ أي: إلا سلامة من أتى الله بقلبٍ سليم.


= والبيت في ديوان الشاعر ص (١٣٠)، وكتاب سيبويه: (٢/ ٣٢٣)، والخصائص: (١/ ٣٦٨)، ونوادر أبي زيد: (١٥٠)، وابن يعيش: (٢/ ٨٠)، والعمدة: (٢/ ٤٦٢).
واستُشهد به في المفتاح: (٣٧٢)، والمصباح: (١٢٦)، والإيضاح: (٥/ ٥٧).
(١) في ب: "جعل بالأفراد" بإسقاط جزء من كلمة "بالادّعاء" بينهما.
(٢) في الأصل: "دخيل"، وفي ب: "رحيل" وكلاهما تحريف، والصَّواب من أ، ومصادر البيت. ومراده بالخيل: الفرسان.
(٣) دلفت: تقدّمت. يقال: "دلفت الكتيبه إلى الكتيبة في الحرب؛ أي: تقدّمت".
اللِّسان: (دلف): (٩/ ١٠٦).
(٤) سورة الشّعراء، الآيتان: ٨٨ - ٨٩.
(٥) في أ: "فلابدّ".
(٦) في الأَصل: "محذوفة"، والصواب من: أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>