للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجعل (المرهفات) في قوله (١):

صَبَحنَا الخَزرجيَّة مُرْهفَاتٍ ... أبان ذوي أرومتها ذوُوها.

صبوحًا على سبيل الاستعارة بالكناية تهكّمًا واستهزاءً.

وقوله: (نَقريهم) (٢) قرينةٌ للأولى، و (صبَّحنا) للثّانية، فما كانَ قرينةً صار مستعارًا وبالعكس.

الخزرجيّةُ: قبيلةٌ من الأنصار.

مرهفات، أي: سيوف مرقَّقات (٣).

أبان، أي: فصل. ويروى: أبار، وأباد -بالرَّاء والدَّال المهملتين- ومعناهما واحد هو: أَهْلك.

وردَّهُ صاحبُ الإيضاح بأنَّه: إن قُدِّرَ التَّبعيّةُ حقيقةً لم (٤) يكن تَخْييليّة، لأنَّها مجازٌ عنده، فلم تكن المكنِيّ عنها مستلزمةً للتخييليّة (٥)؛ وذلك باطلٌ باللاتّفاقِ (٦).

والرَّدُّ مردود لوجود التَّخييليَّة -أيضًا- في نَفْس مَا فيه الاسْتِعارة بالكِنَاية، لتَخَيُّله المرهفات بصورة الصَّبوح؛ كتخيُّل الرَّبيع


(١) تقدّم تخريج البيت ص ٧٣٣.
(٢) في الأصل: "فنقريهم". والصواب من ب.
(٣) في ب: "مرهفات". وفيها تحريف بالقلب وتصحيف.
(٤) هكذا -أيضًا-، مصدر القول. وفي أ، ب: "فلم".
(٥) هكذا -أيضًا-، ب، مصدر القول. وفي أ: "التّخييلية".
(٦) ينظر: الإيضاح: (٥/ ١٤٧ - ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>