للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يجتمعان [أي: التَّرشيح والتَّجريد] (١) كما في قوله (٢):

لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِّلاح مُقَذَّفٍ.

أي: كثير القذفِ لنفسِه إلى الوقائع، وهما صفتان للمستعار له.

لَهُ لِبَدٌ ..................

جمع لبدة؛ وهي الشَّعر المُتراكب بين كتفي الأسد.

.......... أَظْفَارُهُ لَمْ تُقَلَّمِ

وهاتان للمستعار منه.

ومبنى التَّرشيح (٣): تناسي التَّشْبيه، وصَرْفُ النَّفسِ عن توهُّمه؛ كما قال أبو تَمّامٍ (٤):


(١) ما بين المعقوفين غير موجود في الأَصْل، ب. ومثبت من أ.
(٢) البيتُ من الطويل. وقائله: زهير بن أبي سُلمى؛ قاله ضمن معلقته المشهور (أمن أمِّ أوفى دمنة لم تكلم)؛ مادحًا حصين بن ضمضم.
والبيت في ديوان الشاعر: (٨٤)، والشعر والشّعراء: (١/ ١٥٨)، ونهاية الأرب: (٧/ ٥٤).
واستُشهد به في نهاية الإيجاز: (٢٥٠)، المصباح: (١٣٧)، والإيضاح: (٥/ ١٠٢)، والتبيان: (٣٩٤).
وهو في المعاهد: (٢/ ١١٢).
(٣) في الأَصْل: "ومنه". وفي ب: "ومعني التّرشيح". والصَّواب من أ، ف.
(٤) هو أبو تمام؛ حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. شاعر أَديب؛ وفي أخباره: أنه حفظ أربع عشرة ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع، له تصانيف؛ منها: "ديوان الحماسة"، "الوحشيَّات"، "ديوان شعر". توفي بعد أَنْ ولي بريد الموصل سنة ٢٣١ هـ.=

<<  <  ج: ص:  >  >>