للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والفرْقُ بين التَّشبيهين ظاهرٌ؛ لأنَّه ليس جعل الجناح (١) للذُّلِّ (٢) كجعل الماءِ للملامِ؛ فإن الجناحَ للذُّلِّ مناسبٌ، وذلك أن الطائرَ إذا وهنَ أو تعب (٣) بسط (٤) جناحه وخفضه، وأَلْقى نفسَه على الأرضِ، وللإنسانِ -أيضًا- جناحٌ، فإن يديه جناحاه، وإذا خضع واستكان طأطأ من رأسه وخفض من يديه (٥)؛ فحسُن عند ذلك جعلُ الجناح للذُّلِّ، وصارَ شبيهًا (٦) مُنَاسبًا.

وأمّا الماءُ للملام فليس كذلك في مناسبة التَّشبيه" (٧).

ولو قيل: بأن الاستعارة التَّخييليّةَ في البيت تابعةٌ للاستعارةِ بالكناية


= وإذا سلّمنا بضعف هذه الرواية على حدّ قول ابن الأثير؛ فإننا نجد أنها تحمل في مضمونها دفاعًا عن بيت الشّاعر؛ هذا البيت الذي أدار النقّاد والبلاغيّون حوله جدالًا كثيرًا ما بين مستهجن له ومدافع عنه. ينظر -على سبيل المثال-: الموازنة: (٢٤٤)، وسرّ الفصاحة: (١٤٢)، والمثل السائر: (٢/ ١٥٣).
(١) في الأَصْل، ب: "جناح" والصَّواب من: أ، مصدر القول.
(٢) قوله: "فإنّ جناح للذلّ" تكرر في: ب.
(٣) في أ، ب: "بعث" وهو تصحيف.
(٤) كلمة: "بسط" ساقطة من ب.
(٥) في الأَصْل: "يده" والصواب من: ب، مصدر القول وهو المناسب للسياق.
وجملة "وإذا خضع ... من يده" ساقطة من أ.
(٦) في الأَصْل، ب: "شبيهًا"، والمثبت من: أ، مصدر القول.
(٧) المثل السّائر: (٢/ ١٥٣)، مفتاح المفتاح: (١٠٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>