للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعيدةٌ؛ وهي أن تنتقل إلى مطلوبك من لازمٍ بعيدٍ بواسطة (١) لوازم مُتسلسلةٍ؛ كـ (كثيرِ الرَّمادِ)؛ فإنّه يُنْتقل فيه من كثرةِ الرّمادِ إلى كثرة الجمرة، ومنها إلى كثرةِ إحراق الحطبِ تحت القدر، ومنها إلى كثرة الطبائخ، ومنها إلى كثرةِ الأكلة، ومنها إلى كثرة الضِّيفان، ومنها إلى أنه مِضْيافٌ. وكذا (جبان الكلبِ)؛ فإنّه يُنتقلُ فيه من جُبن الكَلب عن الهرير في وجْه من يَدْنو من دار صاحبه (٢) مع كونِ الهرير له في وجه من لا يعرفُ أمرًا طبيعيًّا له وهُو مشعرٌ (٣) باستمرارِ تأديبٍ [له] (٤)؛ لامتناع تغيُّر الطبيعة بموجبٍ لا يقوى، واستمرارِ تأديبه أن لا ينبح مُشعرٌ باستمرار مُوجب نباحه؛ وهو اتّصال مشاهدته وجوهًا إِثْر وجُوه (٥)، والاتّصالُ مشعرٌ بكونِ ساحته مَقْصد دانٍ وقاصٍ (٦)، وكونه كذلك مُشْعر بكمال شهرةِ صاحبها بحُسن قِري الأضياف؛ قال الشّاعر (٧):


(١) في أ: "بوساطة"، وهما بمعنى.
(٢) في أزيادة: "إليه"، والمعنى تام بدونها.
(٣) في الأَصْل: "مشعرًا" بالنّصب. والصواب من أ، ب. وقريب منه لفظ المفتاح.
ويؤيّده ورود الكلمة نفسها في السّياق المماثل بالرفع.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من: أ، ب.
(٥) في الأَصْل: "وجوده" وهو تحريف بالزّيادة. والصَّواب من أ، ب.
(٦) في أ: "أدان وأقاص".
(٧) البيتُ من الوافر، وهو بهذه الرّواية في الحماسة -تحقيق عسيلان-: (٢/ ٣٠٣)، الحيوان: (١/ ٣٨٤)، شرح ديوان الحماسة للمرزوقيّ: (٤/ ١٦٥٠)، شرح ديوان=

<<  <  ج: ص:  >  >>