"دارعاً" و "عطاراً" و "بواباً" كذلك، فكأن المعنى: أصحاب السبيل، ومن ثم قالوا للمسافر البعيد عن بلده وماله "ابن سبيل"، فنسب إلى الطريق لممارسته له وعلاجه إياه، وهم أحد الأصناف الثمانية الذين هم موضع الصدقة، فقولهم منه "ابن" مثل "صاحب"، وقد استعملوا في هذا المعنى "الابن" و"الأخ"، فقولوا "هو ابن بجدتها" للخبير بالبلدة وغيرها، وأنشد أحمد بن يحيى:
(بينا أنازعهم ثوبي وأمنعهم ... إذا بنو صحفٍ بالحق قد وردوا)
بنو صحف: الشهود الذي يشهدون عليه بدين.
والأخ في هذا الباب كأنه أوسع في استعمالهم، قال ذو الرمة:
(ويشبح بالكفين ضاحٍ كأنه ... أخو فجرةٍ أعلى به الجذع صالبه)
وأنشد سيبويه:
(أخا الحرب لباساً إليها جلالها ... وليس بولاج الخوالف أعقلا)