لأنه الفتية في المعنى، كما أنث البعض لما كان إصبعاً في المعنى. والعائد على المبتدأ الأول الذي هو "الحرب" الذكر الذي في "تكون". وقوله "أي: الحرب أولها فتيَّةٌ" تقديره: الحرب أول أحوالها فتيةٌ، إلا أنه مثله بقوله "أولها" دون "أول أحوالها"؛ لأنه قد مثّل على التمام فيما تقدم، فعلم أن المراد به مثل ما تقدم.
قال:"وبعضهم يقول:
الحرب أول ما تكون فتيَّةٌ ... .....................
أي: الحرب فتيةٌ إذا كانت في ذلك الحين".
"أول ما تكون" في هذه المسألة ينتصب على الحال، والتقدير عنده: الحرب إذا كانت أول ما تكون فتيةٌ، فـ"إذا" تتعلق بـ"فتية"؛ لأن الظرف لا يمنع أن يتقدم على المعاني التي تعمل فيه، كقولك "أكل يوم لك ثوب"؟ فإذا جاز تقدم الظرف جاز انتصاب الأول على الفعل المضاف إليه الظرف، وهو "إذ كان"، أو "إذا كان".
فإن قلت:"أول" قد ينتصب على الظرف في نحو "جئت أول الناس"، فهلا جاز أن ينتصب أيضاً على الظرف في قوله:
الحرب أول ما تكون فتيةٌ ... ......................
دون الحال؟
قيل: مذهب سيبويه فيه أنه منتصب على الحال، وإن كان الاسم في هذا النحو لا يمتنع أن ينتصب على الظرف؛ ألا ترى أنه قد قال:"ومن رفع الفتية ونصب الأول على الحال قال: البُر أرخص ما يكون قفيزان". ويدل