للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه. كأنه عنده: ثم بدا لهم بدوٌ، فأضمر الفاعل لدلالة فعله عليه. وجاز هذا وحسُن وإن لم يحسُن أن يقول: ظهر ظهورٌ، وعلِن علنٌ؛ لأن البدو والبداء قد استعمل على غير معنى المصدر؛ ألا ترى أن قولهم: بدا لهم بدوٌ، بمنزلة: ظهر لهم رأيٌ، كما أن قولهم "قد قيل فيه قولٌ" كذلك فلهذا أقيم المصدر فيه مقام الفاعل.

وأما قوله {أو لم يهد لهم} فإن شئت جعلته من هذا الوجه، لأن الهداية قد تستعمل استعمال الدلالة التي يراد بها الحجة على الشيء والبرهانُ فيه، فكأنه قال: أو لم نُبين لهم حُجتنا. وإن شئت جعلت فاعله مدلولاً عليه فيما تقدم، كأنه قال: أو لم يهدِ لهم قصصُنا وضربُنا لهم الأمثال.

وأما قوله {ليسجننه} فحمله أبو عثمان على أنه حكاية، تقديره: بدا لهم أمر قالوا ليسجننه، فأضمر القول، كما قال {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم} أي: قالوا ما نعبدهم/، وكما قال {والملائكة يدخلون عليهم من كل بابٍ* سلام عليكم} أي: يقولون، وهذا كثير.

فأما قوله {كم أهلكنا} فيجوز أن تكون الجملة في موضع نصب بما دل عليه قوله {أولم يهد لهم} لأنه بمنزلة: أولم يعلموا، فتحمله على ذلك.

وأما قول الهذلي:

..................... ... ................... من يأتها لا يضيرها

<<  <   >  >>