للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلا همزة قد أكده ما حكاه أبو زيد أيضاً من قولهم "أدوأت"، فظهرت الهمزة، ولو كانت اللام ياء أو واواً لظهرت ياء إذا اتصل بها ضمير المتكلم أو المخاطب، فأما ما أنشده أبو عبيدة من قول الشاعر:

(بدا منك غشٌّ طالما قد كتمته ... كما كتمت داء ابنها أم مدوي)

فـ"مدوٍ" ليس بمفتعلٍ من "الداء"؛ لأن "الداء" لامه همزة بالدلالة التي تقدم ذكرها من جهة السماع والقياس، ولكنه من قول المرأة التي قال لها ابنها "أدوي" أي: آكل الدواية، وهو ما خثر من الدسم على الجفنة، فقالت مجيبة له: اللجام مكان كذا. فكتمت قول ابنها هذا، وأخفته عمن كان يخطبه إليها. فكأن الشاعر جاء بهذا على استعارة هذا المثل الذي للمرأة

فإن قلت: هل يجوز أن يكون "مدوٍ" "مفتعلاً" من "الداء" لأن العين من "الداء" واو؛ بدلالة ما حكاه أبو زيد من قولهم "أدوأت يا فلان"، فيكون قد بنى من "الداء " "مفتعلاً" للحاجة إلى القافية، وإن كان الفعل منه "داء يداء"

<<  <   >  >>