في "أدواءٍ" جمع "داءٍ" همزة هي لام الفعل غير منقلبة عن شيء، كما أنها في "أفياء" كذلك، وكما أن الهمزة في "فراءٍ" جمع "فرأٍ" إذا أريد به حمار الوحش، ليست كالتي في "فراءٍ" إذا أريد به جمع "فروة"، والهمزة في "أدواءٍ" إذا أريد به جمع "دوىً" منقلبة عن الياء التي هي لام، وليست من نفس الكلمة، كما أنها في "أناء" جمع "نؤي" كذلك.
ومثل قولهم "داءٌ" في أن العين منه واو واللام همزة "ماءٌ" لأن الألف منقلبة عن الواو بدلالة ما ح كاه أبو زيد من أنهم يقولون: ماهت الركية تموه موهاً، وأماهها صاحبها يميهها إماهةً. فقوله "تموه" و"موهاً" يدلان على ذلك. فأما الهمزة في "ماءٍ" فمخالفة للتي في "داءٍ" لأن التي في "ماء" منقلبة عن الهاء بدلالة قولهم "ماهت الركية" و "أماهها صاحبها"، وقوله:
.................. ... ثم أمهاه على حجره
إنما هو "أماهه" ولكنه قلب. وقالوا في جمع "ماءٍ": "مواهٌ" وهو الأكثر، أنشد سيبويه:
سقى الله أمواهاً عرفت مكانها ... .......................