وقالوا "أمواء"، أنشد أحمد بن يحيى:
وبلدةٍ قاصلةٍ أمواؤها ... ماصحةٍ رأد الضحى أفياؤها
فترك الأصل الذي هو الهاء. وأنشد الأصمعي:
إنك يا جهضم ماه القلب ... ضخمٌ عريضٌ مجرئش الجنب
مصح الظل: إذا ذهب. قال: يقول: ليس فيه شيء له ظل ولا فيء. فـ"ماءٌ" و "أمواء" على ما جاء في الشعر مثل "داءٍ" و "أدواءٍ".
وأما "دواء" فجمعه في القياس "أدوية" كـ "كساء" و "اكيسة" و "رشاء" و "أرشية"، وعلى هذا الضرب من الجمع جمعوا هذا النحو واستغنوا به في الأمر العام.
فإن قلت: فقد حكى أبو زيد: "حياء" و "أحياء"، فهل يجوز أن تكسر عليه "أدواء"؟ وحكى أيضاً: "جواد" و "أجواد".
فإن ذلك في القلة بحيث لا يسوغ القياس عليه، فأما قول رؤبة:
إذا السراب انتسجت إضاؤه ... أو مجن عنه عريت أعراؤه
فالأعراء في القياس جمع "العراء" الذي هو اسم ما انكشف من الأرض، فلم يكن فيه بناء ولا نبات، وجمعه على "أعراء" كما جمعوا "حياء"
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute