وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ: " لَا يَنْبَغِي أَنْ يُتْرَكَ فِي أَرْضِ الْعَرَبِ كَنِيسَةٌ وَلَا بِيعَةٌ، وَلَا يُبَاعُ فِيهَا خَمْرٌ وَخِنْزِيرٌ، وَمِصْرًا كَانَ أَوْ قَرْيَةً ".
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي " الْمُخْتَصَرِ ": " وَلَا يُحْدِثُوا فِي أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ كَنِيسَةً وَلَا مُجْتَمَعًا لِصَلَوَاتِهِمْ، وَلَا يُظْهِرُوا فِيهَا حَمْلَ خَمْرٍ وَلَا إِدْخَالَ خِنْزِيرٍ، وَلَا يُحْدِثُوا بِنَاءً يَطُولُونَ بِهِ عَلَى بِنَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ هَيْئَاتِهِمْ فِي الْمَرْكَبِ وَالْمَلْبَسِ وَبَيْنَ هَيْئَاتِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ يَعْقِدُوا الزُّنَّارَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، وَلَا يَدْخُلُوا مَسْجِدًا، وَلَا يَسْقُوا مُسْلِمًا خَمْرًا، وَلَا يُطْعِمُوهُ خِنْزِيرًا.
وَإِنْ كَانُوا فِي قَرْيَةٍ يَمْلِكُونَهَا مُنْفَرِدِينَ لَمْ يُعْرَضْ لَهُمْ فِي خَمْرِهِمْ وَخَنَازِيرِهِمْ وَرَفْعِ بُنْيَانِهِمْ، وَإِنْ كَانَ لَهُمْ بِمِصْرِ الْمُسْلِمِينَ كَنِيسَةٌ أَوْ بِنَاءٌ طَوِيلٌ كَبِنَاءِ الْمُسْلِمِينَ، لَمْ يَكُنْ لِلْمُسْلِمِينَ هَدْمُ ذَلِكَ، وَتُرِكَ عَلَى مَا وُجِدَ وَمُنِعُوا مِنْ إِحْدَاثِ مِثْلِهِ.
وَهَذَا إِذَا كَانَ الْمِصْرُ لِلْمُسْلِمِينَ أَحْيَوْهُ أَوْ فَتَحُوهُ عَنْوَةً، وَشُرِطَ هَذَا عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ.
وَإِنْ كَانُوا فَتَحُوا بِلَادَهُمْ عَلَى صُلْحٍ مِنْهُمْ عَلَى تَرْكِهِمْ وَإِيَّاهُ خُلُّوا وَإِيَّاهُ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُصَالَحُوا عَلَى أَنْ يَنْزِلُوا بِلَادَ الْإِسْلَامِ يُحْدِثُونَ فِيهَا ذَلِكَ ".
قَالَ صَاحِبُ " النِّهَايَةِ " فِي شَرْحِهِ: " الْبِلَادُ قِسْمَانِ: بَلْدَةٌ ابْتَنَاهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute