الطَّيَالِسَةُ فَقَالَ: كَأَنَّهُمُ السَّاعَةَ يَهُودُ خَيْبَرَ! .
وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَكْرَهُ الطَّيْلَسَانَ وَقَالَ: هُوَ مِنْ زِيِّ الْعَجَمِ.
قَالَ: وَقَدْ عَابَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ عَلَى مَنْ لَبِسَ الطَّيْلَسَانَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَشَبَّهَهُمْ بِأَهْلِ الْكِتَابِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ".
قَالَ: وَلَا يُتْرَكُ أَهْلُ الذِّمَّةِ يَلْبَسُونَ طَيَالِسَهُمْ فَوْقَ عَمَائِمِهِمْ؛ لِأَنَّ هَذَا يَفْعَلُهُ أَشْرَافُ الْمُسْلِمِينَ وَعُلَمَاؤُهُمْ لِلتَّمْيِيزِ عَمَّنْ دُونَهُمْ فِي الْعِلْمِ وَالشَّرَفِ، وَلَيْسَ أَهْلُ الذِّمَّةِ أَهْلًا لِذَلِكَ فَيُمْنَعُونَ مِنْهُ.
قَالَ: وَفِي " كِتَابِ عُمَرَ ": وَلَا يَلْبَسُونَ النَّعْلَيْنِ.
قَالَ: فَيُمْنَعُ أَهْلُ الذِّمَّةِ مِنْ لُبْسِ جَمِيعِ الْأَجْنَاسِ مِنَ النِّعَالِ.
وَالنَّعْلَانِ هُمَا مِنْ زِيِّ الْعَرَبِ مِنْ آبَادِ الدَّهْرِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، ثُمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُهُمَا وَيَسْتَعْمِلُهُمَا، وَكَذَلِكَ الصَّحَابَةُ مِنْ بَعْدِهِ.
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «أُمِرْتُ بِالنَّعْلِ وَالْخَاتَمِ» .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute