للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنْ أَهْمَلُوهُ وَضَيَّعُوهُ حَتَّى مَاتَ ضَمِنُوهُ. هَذَا مَذْهَبُ عُمَرَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بِقَوْمٍ فَاسْتَسْقَاهُمْ فَلَمْ يَسْقُوهُ حَتَّى مَاتَ، فَغَرَّمَهُمْ عُمَرُ دِيَتَهُ.

قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: أَتَذْهَبُ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ! وَإِنْ نَزَلَ بِهِمْ صَحِيحًا وَرَحَلَ كَذَلِكَ فَضِيَافَتُهُ يَوْمًا حَقٌّ وَاجِبٌ، وَمَا زَادَ عَلَى الثَّلَاثِ لَا يَلْزَمُهُمُ الْقِيَامُ بِهِ، وَمَا بَيْنَ الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَالثَّلَاثَةِ فَهُوَ الَّذِي اخْتَلَفَتْ فِيهِ الشُّرُوطُ الْعُمَرِيَّةُ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ بِحَسَبِ حَالِ الْقَوْمِ فِي الْيَسَارِ وَعَدَمِهِ وَكَثْرَةِ الْمَارَّةِ وَقِلَّتِهِمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَحُكْمُ الْمَحْظُورِ وَالْمَقْطُوعِ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ حُكْمُ الْمَرِيضِ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>