ثُمَّ حَكَمَ عَلَيْهِمْ حُكْمًا مُسْتَمِرًّا فِي الذَّرَارِيِّ وَالْأَعْقَابِ، عَلَى مَرِّ السِّنِينَ وَالْأَحْقَابِ، فَقَالَ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ} [الأعراف: ١٦٧] ، فَكَانَ هَذَا الْعَذَابُ فِي الدُّنْيَا بِبَعْضِ الِاسْتِحْقَاقِ، وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ {وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} [الرعد: ٣٤] .
فَهُمْ أَنْجَسُ النَّاسِ قُلُوبًا، وَأَخْبَثُهُمْ طَوِيَّةً، وَأَرْدَؤُهُمْ سَجِيَّةً، وَأَوْلَاهُمْ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: ٤١] .
فَهُمْ أُمَّةُ الْخِيَانَةِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَدِينِهِ وَكِتَابِهِ وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: ١٣] .
وَأَخْبَرَ عَنْ سُوءِ مَا يَسْتَمِعُونَ وَيَقُولُونَ، وَخُبْثِ مَا يَأْكُلُونَ وَيُجْمِعُونَ، فَقَالَ تَعَالَى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: ٤٢] .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute