" وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول هذا الجيل شرير، يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي؛ لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضا لهذا الجيل "(١١: ٢٩ - ٣٠) .
أما متى - الذي اعتمد على مرقس وكتب إنجيله بعد لوقا أيضا - فإنه حول ذلك القول الذي ينسب للمسيح، بما قدمه من إضافات وتعديلات، إلى نبوءة خاطئة، وذلك في قوله:
" حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية، فأجاب وقال لهم: جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إِلا آية يونان النبي؛ لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال "(١٢: ٣٨ - ٤٠) .
ولقد بينا خطأ هذه النبوءة عند الحديث عن التنبؤات التي استحال تحقيقها.
يبقى بعد ذلك ما ينسب للمسيح من قوله إن ابن الإنسان سوف يتألم كثيرا ويرفض من جيله، ماذا يعني قول كهذا؟
يقول تشارلز دود: " لقد سجلت أقوال بأن يسوع تنبأ بأن الآلام تنتظره هو وتابعيه، وغالبا ما استحسن ذلك الاعتقاد في أن الإنذار بموته - وهو القول الذي تكرر ذكره منسوبا ليسوع في الأناجيل - إِنما هو تنبؤ خرج من واقع الأحداث، أي بعد وقوعها (حيث عاصر جيل المسيح اختفاءه فجأة، وقتل شخص على الصليب لم يسمح لتلاميذه بالاقتراب منه) .
إن رجال الكنيسة لم يستطيعوا الاعتقاد بأن ربهم كان جاهلا بما كان