منذ أن بدأ المسيح دعوته حتى آخر يوم فيها نجد الأناجيل تذكرنا بين الحين والحين برفضه فكرة قتله واستنكارها تماما، ثم هو قد عمل كثيرا لإحباط جميع المحاولات التي رآها تبذل من اليهود لقتله.
يقول إنجيل يوحنا:" أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي، بل للذي أرسلني لماذا تطلبون أن تقتلوني. .؟
لكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني، وأنا إنسان قد حدثكم الحق الذي سمعه من الله. هذا لم يعمله إبراهيم " (٧: ١٦ - ١٩، ٨: ٣٧ - ٤٠) .
ولأن المسيح إنسان عادي ككل البشر فإنه يجهل ما يخبئه له القدر، ولذلك اتخذ من الاحتياطات ما يجنبه الوقوع في براثن أعدائه من اليهود. ولو كان يعلم أنهم سيقبضون عليه في يوم معين، فلم - إذن - تلك الاحتياطات؟ يقول إنجيل يوحنا:" كان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لأنه لم يرد أن يتردد في اليهود لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه "(٧: ١) .
" فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه. فلم يكن يسوع أيضا يمشي بين اليهود علانية بل مضى من هناك إلى الكورة القريبة من البرية "(١١: ٥٣ - ٥٤) .
هذا - ونكتفي الآن بذكر عدد من التنبؤات الواضحة التي قالها المسيح بنجاته من القتل، والتي تتفق وتلك الاحتياطات التي اتخذها للمحافظة على حياته.
١ - حدث ذات مرة في إحدى محاولات القبض عليه أن " أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خداما ليمسكوه.
فقال لهم يسوع: أنا معكم زمانا يسيرا بعد، ثم أمضي للذي أرسلني.