للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا كان إرسال موسى والأنبياء بعده، لم يمنع من إرسال المسيح إلى بني إسرائيل.

فلماذا يرفضون أن يكون محمد رسولًا إلى أهل الكتاب من اليهود والنصارى وهم منذ المسيح لم يأتهم رسول من الله، كما قال تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (١) .

[الصادق الأمين]

فإن قال قائل: إن الشكوك تراودني في صدق محمد صلى الله عليه وسلم، في ادعائه للنبوة.

قلنا له:

أولًا: إن الذين يقدحون في محمد صلى الله عليه وسلم، عليهم أن يعلموا أن القدح فيه قدح في غيره من الأنبياء، وأن الشك فيه شك في غيره من الأنبياء، وأن تبرئة غيره من الأنبياء هو تبرئة له من باب أولى. إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من سيرة غيره من الأنبياء. . وكذلك شريعته، وأمته، والكتاب الذي أنزل إليه من ربه، ومعجزاته وهديه!! فمن كذب به صلى الله عليه وسلم وتشكك فيه. . فتكذيبه لغيره، وشكه فيه أولى. . .!

ومن آمن بغيره من الأنبياء، ونادى باتباعهم، فإن إيمانه بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه أولى، وأهدى!


(١) سورة المائدة، آية ١٩.

<<  <   >  >>