وإذا كان القرآن الكريم قد حذر وأنذر. . . من سلوك أهل الكتاب في العقائد أو الأخلاق أو العادات، فلقد بين الحديث النبوي الشريف كثيرًا من هذه الأمور التي ينبغي للمسلم أن يكون على وعي بها، وذكر لها!!
١- التقليد الأعمى:
فمن هذه الأمور: التقليد الأعمى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتأخذن كما أخذت الأمم من قبلكم، ذراعًا بذراع، وشبرًا بشبر، وباعًا بباع، حتى لو أن أحدًا من أولئك دخل جحر ضب لدخلتموه، قال أبو هريرة اقرأوا إن شئتم {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}(١) قالوا: يا رسول الله، كما صنعت فارس والروم وأهل الكتاب؟ قال:" فهل الناس إلا هم؟» رواه ابن جرير، وقال الحافظ ابن كثير وله شاهد في الصحيح.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية، أنه قال: " ما أشبه الليلة بالبارحة، هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم " رواه ابن جرير.
وروى البغوي في تفسير الآية عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: " أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتًا وهديًا تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري هل تعبدون العجل أم لا؟ "