وكثيرًا ما كانت الكنسية تلجأ إلى الإعدام البطيء مبالغة في التعذيب، إذ كانت تسلط الشموع على جسم الضحية، وتخلع أسنانه كما فعل ببنيامين كبير أساقفه مصر، لأنه رفض الخضوع لقرارات مجمع (خلقيدونية) الذي يرى أن للمسيح طبيعتين، إلهية وإنسانية.
وكان الإعدام يسبق بصورة بشعة من التعذيب كالكي بالنار والضرب المبرح، لعل المتهم يعترف أو يقر، فإن لم يعترف قتل.
وكان شعار المحاكمات: المتهم مجرم حتى تثبت براءته.
وليس المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
وإذا اعترف المتهم بجريمته استمر تعذيبه قبل القضاء عليه لعله يعترف بأسماء أنصاره وشركائه.
وكانت القوانين تقضي أن يحمل الأبناء والأحفاد تبعة الجرم الذي يتهم به الأباء.
[لغة الوثائق والأرقام]
استعملت الكنسية الرومانية -مرات كثيرة- الاضطهادات والطرد ضد البروتستانت، وذلك في ممالك أوروبا، وقد بلغ عدد من أحرق بالنار قرابة ٢٣٠. ٠٠٠ من الذين آمنوا بيسوع دون البابا.
وفي فرنسا قتل في يوم واحد ثلاثون ألف رجل!
وفي مدينة تولوز قتل ألف ألف!
وفي كالابريا الإيطالية سنة ١٥٦٠ م، قتل ألوف الألوف من البروتستانت!! يقول أحد الكتاب الرومانيين: إنني أرتعد كلما تذكرت ذلك الجلاد والخنجر الدموي بين أسنانه والمنديل يقطر دمًا بيده، وهو متلطخ اليدين إلى