لقد انفرد إنجيل متى -دون بقية الأناجيل - بالحديث عن نهاية يهوذا، كذلك تحدث سفر أعمال الرسل الذي سطره لوقا عن كيفية هلاكه. ولنرجع الآن إلى هذين المصدرين لنرى كيف هلك يهوذا، وما إذا كانا قد اتفقا في الحديث عن هذا الجزء الخطير، والذي له علاقة مؤكدة بقضية الصلب أم أنهما اختلفا كالعادة.
يقول متى:" حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دِينَ ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلًا: قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا فقالوا ماذا علينا، أنت أبصر.
فطرح الفضة في الهيكل وانصرف. ثم مضى وخنق نفسه.
فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم. فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. لهذا سمي هذا الحقل حقل الدم إلى هذا اليوم.
حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب - ٢٧: ٣ - ١٠) .
ويقول جون فنتون: " إن متى يستخدم الفترة ما بين قرار السهندرين والمحاكمة أمام بيلاطس، في أخبار قرائه عن نهاية يهوذا. وعند هذه النقطة نجد أن متى لا يتبع مرقس الذي لم يورد أي ذكر ليهوذا بعد القبض على يسوع. ويذكر متى أن يهوذا غير رأيه بعد أن رأى يسوع قد دينَ، فأرجع النقود إلى أعضاء السهندرين واعترف لهم بجرمه. . ثم هو يضع النقود في خزينة الهيكل، ويمضي ليخنق نفسه.