" بسم الله الرحمن الرحيم " وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين- أمرنا وأمركم إلى الله، ذلك أن الموضوع طويل والكلام فيه كثير، ولا تغطيه الليالي المتعاقبة ولا المحاضرات الكثيرة ولا المناقشات الطويلة، ولكننا نجتزئ بالبعض عن الكل وأريد أن أحدثكم عن قانون الإيمان المسيحي (١) ، كيف نشأ هذا القانون وكيف تجمع عبر مجموعة المجامع المسكونية الكنسية. يقول نص قانون الإيمان:" المنبثق عن مجمع نيقية عام ٣٢٥ م. " نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل خالق السماوات والأرض ما يرى ما لا يرى. نؤمن برب واحد. . . يسوع المسيح ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للأب في الجوهر، الذي به كان كل شيء. هذا هو الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاص نفوسنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومريم العذراء وتأنس وصلب عنا على عهد بيلاطس النبطي وتألم وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين أبيه وأيضا يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات. الذي ليس لملكه انقضاء ".
ثم أضيفت إلى هذا القانون إضافة أخرى. منبثقة عن مجمع القسطنطينية عام ٣٨١ م: " نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق في الأنبياء، وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية، ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا، وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. آمين ". ثم أضيفت إضافة ثالثة حول تطويب
(١) يراجع في هذا الصدد الدراسة القيمة التي قام بها الأستاذ عبد الكريم الخطيب في كتابه: «المسيح في التوراة والإنجيل والقرآن» .