بدماء هؤلاء الضحايا، وانهالت التهاني على شارل التاسع من البابا وملوك الكاثوليك وعلمائهم على هذا العمل البطولي النبيل! ! !
وقد أسلفنا أن البروتستانت لما قويت شوكتهم مثلوا نفس الدور، دور القسوة والاضطهاد الدنيء مع الكاثوليك، ولم يكونوا أقل وحشية في معاملة خصومهم وأعدائهم السابقين.
وهكذا. . . هكذا دَوَّن تاريخ المسيحية أخبار بحار من الدماء، وأكداس من جثث الضحايا البشرية التي تحولت إلى رماد محترق، وآهات ودموع وأنين ووحشية وبربرية وأصوات استغاثة. . .!
[الاضطهاد المسيحي لليهود]
يقول ابن البطريق:(نقلًا عن الجواب الصحيح، جـ٣، ص ٢٨) :
" وأمر الملك أن لا يسكن يهود بيت المقدس، ولا يمر بها، ومن لم يتنصر يقتل، فتنصر من اليهود خلق كثير، وظهر دين النصرانية.
فقيل لقسطنطين الملك: إن اليهود يتنصرون من فزع القتل، وهم على دينهم.
قال الملك: كيف لنا أن نعلم ذلك منهم؟ قال بولس البترك: إن الخنزير في التوراة حرام، واليهود لا يأكلون لحم الخنزير، فأمر أن تذبح الخنازير، وتطبخ لحومها، وتطعمهم منها، فمن لم يأكل منه علمنا أنه مقيم على دين اليهودية.
فقال الملك: إذا كان الخنزير في التوراة حرامًا فكيف يجوز لنا أن نأكل لحم الخنزير ونطعمه الناس؟
فقال له بولس البترك: إن سيدنا المسيح قد أبطل كل ما في التوراة، وجاء بناموس آخر، وبتوراة جديدة، وهو الإنجيل، وفي إنجليه المقدس، أن كل