يقول مرقس:" وللوقت فيما هو يتكلم أقبل يهوذا واحد من الاثني عشر ومعه جمع كثير بسيوف وعصي من عند رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. وكان مسلمه (يهوذا) قد أعطاهم علامة قائلًا الذي أقبله هو، هو، أمسكوه وامضوا به بحرص. فجاء للوقت وتقدم إليه قائلًا يا سيدي يا سيدي. وقبله. فألقوا أيديهم عليه وأمسكوه.
فاستل واحد من الحاضرين السيف وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه.
فأجاب يسوع وقال لهم كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت معكم في الهيكل أعلم ولم تمسكوني، ولكن لكي تكمل الكتب، فتركه الجميع وهربوا، وتبعه شاب لابسا إزارا على عريه فأمسكه الشبان، فترك الإزار وهرب منهم عريانا " (١٤: ٤٣-٥٢) .
لقد كانت القبُلة هي بداية عملية القبض، ونجد هذا قد اتفق فيه متى ولوقا مع مرقس، مع خلاف يسير. أما عند يوحنا فلا مكان للقبُلة، كما أنه يعطي صورة مختلفة تماما عما روته الأناجيل الثلاثة المتشابهة- فهو يقول:" أخذ يهوذا الجند وخداما من عند رؤساء الكهنة والفريسيين، وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح.
فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال: من تطلبون؟
أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع: أنا هو. وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم.
فلما قال لهم: إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض.
فسألهم من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري. أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون " (١٨: ٣-٨) .