وبهذا نكون قد انتهينا من بحث قضية الصلب وما يتعلق بها، ويبقى أمامنا بحث قضية القيامة والظهور، وهو ما سوف نبحثه في الجلسة القادمة.
[تعقيب الدكتور محمد جميل غازي]
وتد عقب الدكتور محمد جميل غازي على ما انتهى إليه الصلب بقوله:
نضع الآن مجموعة من الأسئلة حول الصلب والفداء، موجهة إلى المسيحيين لعلنا نجد لها إجابة إن تيسر الوقت في جولة أخرى. وهذه الأسئلة هي:
١ - ادعى المسيحيون أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة، فأي عدل وأي رحمة في تَعذيب غير مذنب وصلبه؟
قد يقولون: إنه هو الذي قبل ذلك، ونقول لهم إن من يقطع يده أو يعذب بدنه أو ينتحر، فإنه مذنب، ولو كان يريد ذلك.
٢ - إذا كان المسيح ابن الله، فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب الصلب مع دق المسامير في يديه؟
٣ - ما هو تصور المسيحيين لله - جل في علاه - الذي لا يرضى إلا أن ينزل العذاب المهين بالناس، والعهد في الله - الذي يسمونه الآب ويطلقون عليه: الله محبة، الله رحمة - أن يكون واسع المغفرة، كثير الرحمات؟
٤ - من هذا الذي قيد الله - سبحانه وتعالى - وألزمه وجعل عليه أن يلتزم العدل وأن يلتزم الرحمة، وأن يبحث عن طريق للتوفيق بينهما، بين العدل والرحمة، بأن ينزل ابنه الوحيد، في صورة ناسوت، يصلب تكفيرا عن خطيئة آدم؟