للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المدعوة عاقرا. لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله ". وفي القرآن الكريم نجده يقول {إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (١) . .

[ابن الله تحليل وتحقيق]

ابن الله:

ونريد أن نعرف معنى قوله في الإنجيل " يدعى ابن الله " فنجد إنجيل (متى ٥: ٨ -٩) يقول: " طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون " فكل من يعمل الخير ويسعى من أجل السلام يعتبر بحسب لغة الإنجيل ابن الله، وهي بنوة مجازية وليست بنوة حقيقية مثل قول الناس: هذا ابن السودان أو ابن الخرطوم. فكل هذه التعبيرات مجازية ومعروفة في اللغات المختلفة. كذلك نجد في (سفر التكوين ١: ٢٧) وهو يتحدث عن خلق الإنسان: " فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم ". لكن القرآن الكريم يقول {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} (٢) . .

فالتعبير القرآني هنا أجمل وأدق ولا شك من تعبير التوراة، فالله سبحانه وتعالى ليس له صورة لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} . كذلك يقول الرب لموسى في التوراة في (سفر الخروج ٤: ٢٢) " تقول لفرعون هكذا يقول الرب. إسرائيل ابني البكر ". ونجد في (سفر هوشع ١١: ١) " ولما كان إسرائيل غلاما أحببته ومن مصر دعوت ابني ". وكذلك في (سفر أخبار الأيام الأول ٢٨: ٦) " وقال لي إن سليمان ابنك هو يبني بيتي ودياري لأني اخترته لي ابنا وأنا أكون له أبا ". ولم يوجد من يقول بأن سليمان كان إلها أو إنه ابن الله. هذا فضلا إلى تعريف ابن الله حسب وروده في إنجيل (يوحنا ١: ١٢) " وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون


(١) سورة مريم، آية ٣٥.
(٢) سورة التين، آية ٤.

<<  <   >  >>