بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
أما بعد: فإني سعيد بهذا اللقاء وأرحب بكم في هذه الدار نيابة عن الإخوة أعضاء هيئة إحياء النشاط الإسلامي.
ولقد حضرت قبل خمس سنوات حوارا يشبه هذه المناظرة في طرابلس بليبيا، ولقد كان أول ما يلاحظ على تلك الندوة أنها بعدت عن كل كلمة نابية، بل لم يذكر نبي من قبل المسلمين غير محمد صلوات الله عليه وسلامه: إلا ذكر بكلمات تعظيم وتقدير، ولم يذكر من المسيحيين غير عيسى - عليه السلام - أي نبي: إلا وكانت تحف كل كلمة حوله مظاهر التبجيل والإكرام، ولقد كانت تلك الندوة بحق ندوة بحث عن حقيقة.
إن في العالم أخطاء كثيرة. . .
إن بعض أفهام خاطئة عن الإسلام شائعة. . . وينبغي أن تصحح باللقاءات الهادفة والمناقشات الهادئة، وان بعض الأخطاء والانحرافات موجودة في تصورات من ينتمون إلى الإسلام وسلوكهم. . .
والدارس المنصف يقرر أن الإسلام شيء والمنتمين إليه شيء آخر. . .
فالإسلام- ككل ملة ونحلة- إنما يراجع في نقوله المقررة والمتفق عليها. . .
وما يقال عن الإسلام يقال عن المسيحية التي كانت أبعد عهدا من الإسلام. .