للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذان هما الاسمان اللذان ذكرا في القرآن الكريم!

لم يذكر القرآن الكريم اسم أبي بكر، ولا اسم عمر، ولا اسم عثمان، ولا اسم علي، وإنما ذكر اسم زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. . وذكر في مناط التكريم: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} . (١) .

وذكر اسم (أبي لهب) في مجال اللعنة، حيث يقول الله تعالى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} . (٢) .

فزيد مولى غريب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دمه، وفي قبيلته، وفي جنسه!!

أما أبو لهب، فإنه عمه، وهو شريف قرشي!!

ومع ذلك فإن القرآن يتهدده بالهلاك هو وامرأته حمالة الحطب!

فالقرآن الكريم بهذا يضع مبدأه المعروف، أنه لا مفاضلة بين الناس على أساس الجنس أو اللون أو أي نوع من أنواع الامتيازات الطبقية، إِنما المفاضلة بالتقوى!

[حقيقة الكتاب المقدس، وحقيته:]

هذا. . . . ولقد تحدثنا في الأيام الخمسة السالفة عن (الكتاب المقدس) بعهديه، القديم والجديد. . وأمطنا اللثام عن التناقض والتعارض الذي يعتري هذا (المصنف) من أوله إلى آخره.


(١) سورة الأحزاب، آية ٣٧.
(٢) سورة المسد بكاملها.

<<  <   >  >>