بهيئة جسمية مثل حمامة ". لقد كان الروح القدس مع أنبياء العهد القديم وها هو مع المسيح عند المعمودية وهو معه في التجربة. فالروح القدس ليس ثابتًا في الإنسان ولكنه يأتي للأنبياء حسب متطلبات الأحوال. إن هذا يعني أن ذات المسيح شيء وأن ذات الروح القدس شيء آخر. ويوضح ذلك أيضا قول إنجيل (مرقس ٣: ٢٨- ٢٩) : " الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها. ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد. بل هو مستوجب دينونة أبدية ". ونظير ذلك ما رأيناه في (سفر الخروج) من قوله: " لا تتمرد عليه لأن اسمي فيه ". وتكرر هذا القول في إنجيل (متى ١٢: ٣١- ٣٢) بصورة أوضح: " لذلك أقول لكم كل خطية وتجديف يغفر للناس وأما التجديف على الروح فلن يغفر للناس. ومن قال كلمة على ابن الإنسان يغفر له. وأما من قال على الروح القدس فلم يغفر له لا في هذا العالم ولا في الآتي ".
كل هذا يؤكد أن ذات المسيح شيء وأن الروح القدس شيء آخر.
معجزات المسيح بعد ذلك ننظر في معجزات المسيح، لقد أشبع الجوعى وطهر البرص وأقام الموتى، وكل هذه ليست مقصورة على المسيح لكنها جرت على أيدي الأنبياء قبله. فنجد في عهد موسى أن الله سبحانه وتعالى أكرمه بأن جعل بني إسرائيل يأكلون المن والسلوى أربعين سنة (خروج ١٦: ٤- ٣١) .
وأن إيليا ذهب في ضيافة امرأة أرملة فقيرة فقالت له إنها لا تملك سوى بعض الدقيق والزيت سوف تصنعها فطيرة لابنها ثم تموت. فقال لها اصنعي الكعكة وستجدين بعد ذلك أن كوار الدقيق وكوز الزيت لن ينفد أبدًا (الملوك الأول ١٧: ٨- ١٦) . وقد حدث ذلك في أيام المجاعة فكانت معجزة كبيرة