بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:
إن هذا المقام مقام أخي وحبيبي الدكتور محمد جميل غازي، الذي ظل بعيدًا عن أولاده خمسة شهور متوالية في الدعوة الإسلامية، والذي لم يدخر جهدًا لإبلاغ الحق. إن هذا الموقف موقفه هو، لكنه آثرني على نفسه، فشكرًا له على حسن ثقته وتقديره.
سعادة الملحق الديني بالسفارة السعودية
سعادة اللواء إبراهيم أحمد عمر عن جمهورية السودان الديمقراطية
أتحدث بكلمتين لا ثالث لهما: الكلمة الأولى عن خطر الهيئات التبشيرية في البلاد الإسلامية، والكلمة الثانية عن قوة الإسلام التي تسري رغم المعوقات ورغم المخططات التي يعملها المبشرون.
لعل في هذا العدد الذي أمامنا والذي أعلن إسلامه لدليل قاطع على أن هذا الشباب قد وقع تحت تأثير مكثف أنساه دينه، وأنساه إسلامه، وأنساه وطنه، وضل السبيل ولم يعرف لنفسه طريقًا سويًّا، حتى هدي ليأتي إلى هنا. لقد جئنا إلى هنا ولا نقول إننا نستطيع أن نهدي أو نعمل شيئًا، إنما الهادي هو الله سبحانه وتعالى. فمثلنا كمثل زارع يبذر البذور، ولكن تنمية البذور وازدهارها إنما هو على الله، سبحانه وتعالى.
ولقد رأيتم هذه الزهور اليانعة، وإنني أرى في هؤلاء آلافًا مؤلفة من السودانيين الذين وقعوا فريسة الاستعمار. فلا بد أن يعود هؤلاء جميعًا إلى الإسلام بقوة وبفرحة كبيرة. إن العمل التبشيري يدور في مراكز خمسة: